مشهد من واقع!!
---------------------------------------------
ضيقٌ شديدٌ ...أنفاسٌ محشورةٌ.. تتوالى صاعدةً هابطة..تحسها عندما الشهيق كأنما تحشى فيك حشواً ، و عند الزفير كأنما تنـزع كومة من القطن المتشابك بين شوكٍ بريٍ يابس..
أين تذهب؟
و أين تروح؟؟
كيف الخلاص من هذا الشعور الضنك؟
تحس كأنما أنت ملفوف من أخمصك إلى ناصيتك في خرقة سوداء من القماش..فتحس أنك مشلول منزوع الحيلة...
أنت لا تستطيع الحراك!!
فكر.. فكر..
كيف الخلاص؟ فكر..
وعندما تفكر تجد أن الأفكار قد ارتفعت فوق رأسك وتحولت إلى جبال عظيمة، لا ترفع رأسك، ستسقط كلها على رأسك!! ما حيلة رأسك الضعيف مع تلك الجبال الصلدة؟
إنها شم من الصخر القاسي ورأسك لا يعدوا أنه قطعة من العظم وقطعة أخرى من اللحم تغلفه! لا داعي للإجابة إذن على السؤال: هل ستهشم رأسك أم أن رأسك سيهشمها؟؟..
شعور ضنك...
عذاااااااااب....
لا تدري مالسبيل؟؟؟
مالحل؟؟؟
نظرات متلاحقة، كلها لنفسك أنت!!
وكلها شاردة!!
ثم تهوي برأسك لتضعه بين ركبتيك!!
وتبدأ رعشة عظيمة!!!
وانتفاضة تسري في عروقك و أشلائك!!
وشعور يسكنك بقوة أن جسدك سينفجر!!
وتصرخ صرخة عظيمة تشق جدار الصمت الذي طالما سور عالمك الرمادي
وتهب واقفا تلهث ،و الدم يغلي فيك كما الماء في القدر....
وتدور ببصرك حولك...
وتبصر طرقا كثيرة ، ودروبا عديدة قد انفتحت أمام ناظريك...
أبصرتها ليس لأنها لم تكن موجودة!
ولكن لأن الله هداك إليها!
لذا....
لا تنسى ذكر الله.