الفن الأفريقي
تعتبر قارة أفريقيا ، تلك القارة التي ربما يعاني أهلها من الفقر والمرض ، قارة غنية وثرية جدا بالموروث الشعبي والفنون التشكيلية ، ورغم مايعانيه أهلها من فقر مادي إلا أنهم يحسون بالجمال ويشعرون به في داخلهم من خلال ملابسهم ذات الألوان المبهجة ومقاعدهم التي لاتخلو من منظر جمالي ، وحتي الملاعق التي يستخدمونها لاتخلو من أشكال رائعة ذات لمسة جمالية .
فقد مارس الأفريقي في أفريقيا الزنجية كافة أنواع الفن التشكيلي منذ القدم ، وكلمة الزنجية كلمة عربية صميمة يقصد بها الأفارقة من غير العرب القاطنين شمال أفريقيا في العصور التاريخية .
تعرضت أفريقيا للنهب الشامل ، ففي القرن التاسع عشر أو ما يسمي بالفترة الاستعمارية – من خلال المصادرة أو الاستيلاء علي المواد الثقافية – حصلت أوروبا علي قطع فنية أفريقية حتي قبل القرن التاسع عشر ، مثل تلك التماثيل التي اشتراها تشارلز الملقب بالجسور من " الغار دي فير " في أبريل عام 1470 .
وقد ضاعت هذه التماثيل في الزلزال الذي ضرب لشبونة عام 1755 .
كما كانت هناك تماثيل من العاج والخشب في مجموعة ويدمان الفنية في مدينة " أولم " الألمانية ، ومتحف الفن في دريسدن .
كما عرفت القطع الفنية والثقافية الأفريقية طريقها إلي المتحف البريطاني الذي تم إنشاؤه عام 1753 ، وتأسس المتحف الأثنوغرافي في برلين عام 1873 واحتوي عام 1886 علي 10 آلاف قطعة .
كما ذكر توماس ماساي أمين عام متحف الكونغو البلجيكي الملكي عام 1899 وجود عشرين ألف قطعة من الكونغو وحدها في المتاحف الأوروبية .
وقد باعت وزارة الخارجية في لندن ما يقارب 100 صفيحة من البرونز المنحوتة والمنقوشة والتي أخذت من قصر " الأوبا " في بنين .
وحصل الكاتب الأماني فروبنيوس علي عقد يحق له بمقتضاه جمع 9000 قطعة لحساب متحف هامبورج ، وقد قام بتجريد الكوبا من مصنوعاتها تماما ( الكوبا هي ما يعرف بالكونغو كينشاسا ) .
هذه بعض مظاهر النهب الثقافي الذي تعرضت له أفريقيا .
تأثرت أوروبا بالفن الأفريقي في مجالي الفنون التشكيلية والموسيقي ، وقد كان الفنانون يبحثون عن بديل للحركة الكلاسيكية الجديدة في بداية القرن العشرين وشكل فني جديد وقد وجدوا ضالتهم المنشودة في التماثيل والأقنعة الأفريقية التي وصل بعض منها إلي أوروبا ، ولاننسي الصدمة التي أحس بها الأوروبي والأمريكي عند ظهور موسيقي الجاز حتي أنهم قالوا أن الطبول قد خرجت من الغابة الأفريقية